الجمعة، ١١ ديسمبر ٢٠٠٩

فتوات الحتة



كلما مريت على ميدان باب الشعرية،أو عديت على أبو العلا  أو بولاق الفرنساوى
تذكرت أن هذه ألأماكن التى أدهسها كانت تحرم على خلق الله أن يدوسوها إلا باذن
سيد الحتة وسلطانها ونعنى به الفتـــــــــوة أو تدقيقآ فتوة الحتة الذى يتم تنصيبه
حين يعترف الجميع بأنه أقوى وأشجع رجال الحى ولم تكن الفتونة سلبآ أو نهبآ
بل كانت ذات مبادىء وقيم يجب أن يتحلى بها الفتوة وأن يتكفل بحماية من يكون
فى منطقته وعلى هذا ألأساس يكون له شىء من المقابل النقدى .ا
والفتوة ليست قاصرة على المعلمين فقط ولكنى أعتقد أن كلمة فتوة يمكن أن
تطلق على كل من يبذ ألآخرين فى موقعه،فالطالب الذى كنا نطلق عليه لقب
ألألفه أو أول الفصل يمكننا أن نعتبره فتوة إذ أنه بذكائه وقدرته استطاع أن
يسبق ألآخرين ويكون على قمة هرمهم .ا
وقد جسد الفتونة تجسيدآ لم يبزه أحد غيره عمنا نجيب محفوظ الذى أفرد للفتونة
الكثير من رواياته والعديد من قصصه ولم تغفل السينما المصرية عن تحويل
تلك ألأعمال ألأدبية إلى أفلام سينمائية أسعدت الجمهور ولاقت استحسانآ كبيرآ
ولايمل منها حال عرضها أليوم أو غدآ فهى جاذبة وليست طاردة له يتمتع 
بعرض جهد طال كتابتها وتمثيلها وإخراجها بحيث أنها استطاعت أن تبقى
خالدة على مر الزمن.ا
ولكن هل وظيفة الفتوة كانت لازمة أو ضرورية فى بقائها أو تواجدها؟؟
الجواب فى نظرى نعم إذ أن مهمة الفتوة كانت تحجيم أو توقيف من
تسول له نفسه أن يخرج على العرف أو السائد فى جغرافية المكان
وقد انتقلت تلك المهمة تمامآ لأيدى السلطة المدنية أو مايعرف باسم
وزارة الداخلية حيث قامت فى زمن ما ببسط نفوذها على الخارجين على
القانون أو الشراذم الضالة فى المجتمع ،أما اليوم فقد تراخت تلك القبضة 
لدرجة أن عاث الفاسدون فى مقدرات المجتمع وانتشرت الفوضى فى
الشارع المصرى مابين سرقة وقتل أو تحرش جنسى لجنس الحريم
أو التراخى الواضح فى ضبط المجتمع!ا
هل ذلك يقودنا إلى تأكيد ضرورة العودة لنظام الفتونة؟؟ربما لصلاح
حال المجتمع ولعودة ألأستقرار والسكينة .ا