الجمعة، ٤ ديسمبر ٢٠٠٩

ولماذا الكشرى ينال شرف ألإفتتاحية؟؟


    

فى الزمن الغابر كان العدس ومشتقاته غذاء الفقير أو فى الحقيقة المعدمين.
وقد انتظم العدس كذلك فى سلسلة من المأكولات شاء لها القدر ألا تقع أو
تكون إلا على مائدة هؤلاء الفقراء أو أولئك المعدمين.وقد لاأنسى عم 
الشحات وهذا إسمه الحقيقى والذى كان إسمآ على مسمى فقد كان يجوب
شوارع المدينة سعيآ وراء لقيمات يقيم بها أوده،ويبدو أنه كان من المتعذر
أن يجد ضالته أثناء النهار،إلا أنه وعندما يزحف الليل بسواده وقد أصبح
يقينآ أن عم الشحات سيعود خاوى الوفاض حتى من لقيمات يسد بها رمقه
ورمق عياله فتراه يقدم التنازلات فيما يود أن يحصل عليه وقد يكون من 
المتصور أن عم الشحات فى بداية اليوم يطمع فى أن ينفح طبقآ من الخضار
المطهى يتوسطه قطعة من اللحم اللذيذ ،أو طبقآ من ألأرز وفوقه نوع من 
ألأسماك نيليآ كان أو بحريآ وذلك تبع التساهيل...
وقد تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن فتجد عم الشحات قد قدم كل ما يستطيع
أن يقدمه من تنازلات ليطلب أثناء دعوته للمحسنين حتى شوية رز وعدس
وهذا هو نهاية المطاف فى مشوار التنازلات من شحات يطلب حسنة من
خلق الله...ياالله؟؟؟
أى أن العدس كان ترتيبه ألأخير فى قائمة الطعام شأنه شأن الحلاوة الطحينية
التى كان فريق من الناس يحب أن يناديها بالحلاوة الشامى والتى أكتســـــبت
شهرة من بلاد الشام وخاصة لبنان حيث أجادوا صناعتها وحذقوا تجارتها.
كان هذا أثناء الزمن الجميل وقت أن كان رغيف العيش بخمسة مليمات...
ويبدو أنه من اللائق أن أقدم إعتذارى عن قول لايفهمه أو يكون متعودآ أو
أليفا اليه وهو المليم ؟؟
والمليم ياسيدى هو أيضآ عملة برونزية تنتمى للزمن الجميل ،ومن يتحدث
كان هناك بينه وبين المليم ود وصداقة،فقد قام بشراء العديد من الحاجيات 
بالمليم مثل الفلفل ألأسود،وجزء من عود القصب،والعسلية ،وكذلك حبـة
الدوم ؟؟والمليم كان ألألف منه يساوى جنيهآ مصريآ...هل تصدق؟؟
كان غذاء المساجين رغيف وقطعة من الحلاوة الشامى،وكان غذاء من
يعمل فى مهنة ما كالبناء أو رصف الطرق طبق من الكشرى يسد به
رمقه ويحفظ له أوده،ويبدو أن علامات التبرم أو مظاهر الرفـــــــــض
كان يتم الإحتفاظ بها داخل صدور تلك الفئة الغلبانة،فكانت الشكوى من
شظف العيش لاتتصاعد إلا إلى خالق الكون ورب العباد فى صورة من
الدعاء أن يحسن الحال أو يرزقهم بما يغير من شظف العيش لينتقلوا
من رقيق الحال إلى حياة يحياها سراة القوم وأغنيائهم.
وشيئآ فشيئآ زحف الفقر على عباد الله وأصبح أكثر من أربعين بالمائة
من خلق الله يعيشون تحت خط الفقر أى أنهم لايجدون متطلباتهم ألأساسية
أو يجدون صعوبة فى حصولهم على أخص ضروريات الحيـــــــــــاة؟
ويبدو أن ذلك قد انعكست مظاهره على نوع الغذاء الذى يتناوله السواد
ألأعظم من الشعب فاضحى العدس قاسمآ مشتركآ لأكلهم،وسادت الندرة 
كل حياتهم،فأصبحت قطرة الماء أيضآ من ألأشياء الثمينة خاصة قطرة
الماء النظيفة والتى تعتبر من أبسط ألأشياء التى ينعم بها الفرد فـــــــــى
بلد أو فى وطنه!
سبحان مغير ألأحوال إزداد سعر العدس ليصل فى وقت ما إلى أربعة عشر 
جنيهآ،بعد أن كان فى مؤخرة بورصة ألأسعار،وأتذكر أن الكيلو منه كان
يساوى خمسة وعشرين قرشآ مصريآ فقط لاغير؟؟
يعنى بصريح العبارة أصبح للعدس سعرآ أو قيمة..وبناءآ عليه أصبح
الكشرى وهو الخلطة التى قد تحوى الكثير من المقبلات والتقليات ولا
يضر ألأمر شيئآ لو استعرنا القليل من المعكرونة كى تساهم فى ملئ
المعدة وتحارب ألإحساس بالجوع والذى أصبح لايفرق بين غنى أو
فقير،صعلوكآ أو وزير فالفقر قادم لامحالة وسوف يجعلنا سواسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق