الثلاثاء، ٨ ديسمبر ٢٠٠٩

من فضلك ارمى السيجارة إللى فى إيدك.....فورآ



لو كنت من مدمنى ألأفلام القديمة،وسامحنى لو قلت
أنها إدمان بسبب أن أكثر ما ينتج اليوم من أفــــــــــلام
مصرية لايستحق أن تراه ولو حتى لمرة واحدة أو
تتكرر مشاهدته مثلما كان يحدث مع ألأفلام القديمة
والتى حفرت أسمها فى سجل الشرف لأفلام السينما
ذات الشنة والرنة...
أنا شخصيآ من مشجعى تلك ألأفلام التى زخرت بها 
السينما المصرية على مدى ردح من الزمان منذ أن
بدئ فى صناعتها..ومن المشاهد التى كانت تتكــرر
أو مألوفة فيها أن يستوقف واحد ألآخر بقصـــد أن
يشعل له سيجارة،من منطلق أن التدخين شـــــــــئ
مباح أو عادة تكتسب صفة التكرار وبلا قيود على
مختلف ألأعمار..إلا من هم فى سن الحدث أو السن
الصغير حيث كانت الطامة الكبرى أن يتم ضبـــط
الحدث وهو يدخن التبغ أو أن يقوم بالتدخين من هو فى 
عداد صغار السن أمام كبير القوم أو ألأب أو العم أو
الخال،وذلك من منطلق الهيبة والأحترام.
 كانت صناعة التدخين صناعة عالمية تقوم على أكتاف
شركات أجنبية فى دول الغرب حيث كانت بريطانيا
تمتلك زمام المبادرة فى هذا المجال،وقد كان التدخين
عملة محترمة لدى ألأنجليز،وأن رائدهم فى ذلك أفراد
ألأسرة المالكة الذين كانوا يقومون بالواجب وزيادة
وعمل الطقوس الخاصة بعملية التدخين من بايب إلى 
سيجار ،أما دول الشرق السعيد فقد ابتكرت وســـائل
أخرى مثل التوباك المعالج بمادة العسل ألأسود وماهو 
معروف باسم المعسل،وكذلك ابتكار النارجيلة أو ما
يعرف فى بلاد الشام تحت إسم ألأرجيلة وانسلخ منها
أدوات أطلق عليها اسم البورى أو الجوزة وهى أدوات
خاصة بالطبقات ألأجتماعية المتدنية والتى تجد عناءآ
لدى استخدامها النارجيلة وذلك لفداحة ثمنها مقارنـــــة
بتلك ألأدوات الشعبية ألأخرى.
حتى سنة 1964 وكانت سنة فاصلة فى تاريخ التبغ أو
التدخين عامة حيث صدر تقرير علمى من بلاد العـــــم
سام وقد أعلن علاقة ما تحمل ارتباطآ وثيقآ بين تدخين
التبغ ونسبة حدوث سرطان الرئة.
وقد كانت التجربة تشير إلى العلاقة بين السجائر والمرض
وعليه قامت شركات التبغ بالواجب المقدس نحو تسفيه أو
تهميش ماصدر عن تلك الجهات الطبية والأدعاء بأن
التدخين آمن بل وأن تلك الشركات ستأخذ على عاتقها
مهمة تخصيص الأموال الازمة لعمل البحوث التى من
شأنها دحض كل تلك ألأفتراءات نحو ألأثر الســـــــئ
للتدخين.
ومن بداية هذا التاريخ وحتى اليوم وهناك صراع شرس
بين مصنعى السجائر والمراكز البحثية والمجالس المختلفة
للمنظمات ألأجتماعية والدولية نحو الحد من التدخيــــــــن
وتوضيح الخطر الداهم على الجنس البشرى من جراء 
استخدامه أو تعاطيــــــــه.
من نتائج تلك الجولات الماراثونية أن استسلمت شركات
الدخان وخضعت لما جاء به العلم من نتائج تلزم البشر بعدم 
التدخين،وقصره على حجرات خاصة بالأماكن العامة دون
استباحة استخدامة على المشاع بين الناس صغارآ أو كبارآ.
إلا أن أصحاب المصالح الخاصة تفتق ذهنهم عن الحل البديل
كى لاتغلق مصانعهم أو يخرجوا من السوق وهم صفرو اليدين
فاتجهوا للدول التى تقع فى حلبة النمو أو العالم الثالث الذى
يتمتع أغلب أفراده بمايوبيا الفكر الناضج أو العقل الواعى لما
يسئ للأنسان أو ما يعرضه للهلاك والتدمير.
بصراحة...نجحت الخطة الجهنمية واصبحنا نقود النمــــــــــو
المتزايد فى عدد المدخنين ومن ثم ازدياد النتائج السلبية للتدخين
وازدياد نسبة من يقعون فريسة لأمراض متعلقة بالتدخين؟؟
ورغم تدخل الدولة بقوانين ترمى لزيادة سعر منتج الدخان و
خاصة السجائر منها،نرى أن الطبقات الفقيرة من المجتمع لا
تبالى أو يعوقها ذلك عن ممارسة تلك العادة الرذيلة واستهلاك
الدخان بصورة مضطردة تدعو للرثاء والحزن!
هل منع التدخين يلزمه إرادة ما كى يحدث أو ينجح؟؟
أعتقد أن ألأجابة تأتى بنعم حيث أن بعض ألأفراد وهم قلة
مما شاهدت أو لاحظت كانوا فى جانب النجاح ومنع التدخيــــن
على العكس من ألأغلبية الساحقة والتى ساهمت فى زيادة أعداد
المدخنين واضطراد ألأمراض الناجمة عنه..
مصيبة يجب أن نتداركها بوعى وعقل..وإذا ما فشلنا أو لم نوفق
فى نجاح الحملة التى تهدف لمنع التدخين فنكون بذلك شعب
ضعيف ألأرادة فقير الوعى..وهذه خاصية مسيئة تلتصق بنا
كمصريين أو شعب ينتمى للشعوب النامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق